إذا كان سعادة اسكندر عمون بك من مشاهير رجال القانون فهو أيضاً من كبار الكتاب العارفين آداب اللغة كل المعرفة. وإذا كان اشتغالهُ بالقضاء فالمحاماة قد صرفهُ عن معالجة المواضيع الكتابية , فإن له في عهده الأول آثاراً أدبية تدل على تمكنهِ من صناعتي النظم والنثر. ولقد ظفرنا ببعض تلك الآثار وسننشرها بادئين بالفصل التالي وقد كتبهُ حضرته منذ نحوٍ من خمس وعشرين سنة وهو مقتبس من مواد كثيرة كان سعادته قد اعتنى بجمعها وإعدادها لوضع كتابٍ مطوَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام:
الكَهانة في اللغة القضاءُ بالغيب. والكاهن هو الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان , ويدّعي معرفة الأسرار. وقد اختلف العلماءُ في وجه سبب الكهانة؛ فمنهم من قال أن نفس الإنسان إذا صفت وتغلَّبت على الجسم , اطلعت على أسرار الطبيعة. ولذلك كان أكثر الكهّان معتلّي الأجسام , بتغلب النفس فيهم على المادة , كما اتصل بنا عن شقٍّ وسطيحٍ وعمرانَ وغيرهم من الكهان المشهورين.