للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[في رياض الشعر]

حنين إلى لبنان

برح عزتلو داود بك عمُّون القطر المصري إلى باريس للسعي في خدمة جبل لبنان. وقد عثرنا بين أوراقه على الأبيات الآتية فأحببنا أن ننشرها بمناسبة ذلك السعي , وهي تنمُّ على ما في نفس الشاعر من الحب لوطنه والحنين إليه , ولبنان - وهو سويسرا الشرق كما يسمّونه - ما فتئَ منذ القِدَم حتى اليوم موحى الشعر وملهَم البيان. قال:

هاج أشواقي إلى الدّمَنِ ... طائرٌ غنَّى على فننِ

ايهِ يا قمريُّ أنَّ بنا ... فوق ما يبكيكَ من شجَنِ

ولو أن الدمع منطلقٌ ... لهمي كالعارض الهتنِ

إنما بالرُّغم أحبسهُ ... خشية التلوام واللسنِ

حبذا المصطاف في جبلٍ ... ينطحُ الجوزاَء بالقننِ

موئل الأحرار من قدمٍ ... وأباةِ الضيم من زمنِ

ليس لبنانٌ لمكتسحٍ ... بضعيف العزم ممتهنِ

سل ملوك الروم كيف غدا ... عرشهم مستوهن الركنِ

علَّم الأهلون جيشهمُ ... فنّ نظم النحر باللدِنِ

فبنو لبنان أسد وغًى ... أُطلقت فيهم يدُ المحنِ

واختلاف الدين أورثهم ... عِلل الأحقاد والإحَنِ

لبتَ ذا عزمٍ يضمهمُ ... ضمة الأعضاء في البدنِ

<<  <  ج: ص:  >  >>