كثر عدد الذين خافوا على الإمبراطور الألمانية من سنة ١٩١٣. وذهب القوم في تأويل هذا الخوف وتعليله مذاهب شتى. وقد رووا لنا - وكانت مجلة الزهور في جملة الراوين - ما تنبأ بهِ بعضهم للإمبراطور غليوم الأول من أن سنة ١٩١٣ ستكون سنة شؤمٍ وبؤسٍ على أُسرة هو هنزلرلمان , وأنهُ يخشى فيها على الإمبراطورية الألمانية من الانقراض. وها قد مضى من هذه السنة نصفها , ولم نرَ فيها ما يُنذر بتحقيق تلك النبوة , بل إنَّ عامنا هذا لم يحمل حتى الآن في طيات أيامهِ ولياليهِ إلاَّ ما سرّ له الألمان وابتهجوا. فقد وقع فيهِ تذكاران مجيدان كانا داعيةً لإقامة الأفراح والأعياد في ألمانيا عامةً وفي بروسيا خاصةً: أولهما تذكار مرور مئة سنة على قيام الشعوب الألمانية ونهضتها في وجه الفاتح الإمبراطور غليوم الثاني على عرش مملكة بروسيا وإمبراطورية ألمانيا , فاحتفل في الشهر الفائت بالعرس الفضي لملكهِ , كما احتفل بالعرس الفضي لزواجه. وقد شاءَت الأقدار إن تزداد أفراحُ الإمبراطورية الألمانية والسلالة المالكة بحادثٍ لم يكن منتظراً , لا بل كان بعيد الإمكان , ألا وهو مصالحة سلالة هو هنزُلرن المالكة مع سلالة ملوك