طيب تقيك نبال الحاسدين وترشدم إلى حيث تقيم من هي مقيمة على عهود هواك. كن معافى. ولتحرسك الآلهة.
من كيلوباطرة، وارثة النيل
بقلم سليم عبد الأحد
[الحاجة]
(العفة ثوب تمزقه الحاجة)
يا مثيرة الآمال ومنبهة الأفكار، وجالبة الشقاء والنار التي تذيب العزائم وتحرق القلوب وتذل العزيز وتدفع المضطر بيد القسوة والغلظة إلى هاوية الجرائم والآثام. أنت الوباء الذي يفتك بالشرف والشعور، أنت المجتثة لجذور الضمير من الصدور. أنت القادرة وحدك على إنزال الشهب من أفلاكها والملوك من عروشها وإبراز الحقائق من مكمنها واستخراج اللآلئ من أصدافها.
كم ذات خدر طلعت عليها وهي في وحدتها تناجي ربها، وترجو منه إفراج كربتها، فانقضضت عليها انقضاض الباز على الورقاء، وأنشبت فيها مخالبك الحديدية حتى ضيقت عليها الأنفاس، وأريتها سبيل العيش أكثر سواداً من جناح الغراب وأضيق من سم الخياط.
كم حليم أخذت عليه مسالك التسامح، وكم كريم بلعت ما كانت تجود به كفه، وكم أبي راض بيومه باسم لغده غير باك على أمسه تخللت منه بين تيار العقل والقلب، وزينت له طريق الشر وهي منضدة بالنضار والتبر. فأثرت فيه شجوناً لذاعة لحشاه لم يقدر على إخمادها حتى قضيت