من أكثر أبواب المجلات فائدة باب درس المطبوعات. لأن في ذلك إعلاناً للكتب المفيدة وترويجاً لها لتعميم فائدتها، وخدمة لمؤلفيها بإفراغ أفكارهم ومبادئهم في كير البحث لتمييز الجيد من الفاسد. ومن جهة ثانية ترى السواد الأعظم من القراء لا يمكنه وقته أو كيسه من مطالعة كلما يطبع ولو كانت رغبته في ذلك شديدة، فيتيسر له بواسطة المجلة التي يطالعها أن يقف على مجرى الحركة العلمية والنهضة الأدبية بمطالعة زبدة الآراء التي يستخلصها له غيره. ولما كان هذا الباب من الأهمية بمكان عظيم لم نشأ أن نحصر تحريره بكاتب واحد لأنه يتعذر عليه درس كل ما يظهر من الكتب درساً مدققاً، فعهدنا إلى فريق من الكتاب من أصدقاء هذه المجلة أن يطرقوا هذا الباب مناوبة خدمة للعلم والأدب.
على طاولتي كتب كثيرة أرسلها إلي مدير الزهور لأطلع عليها وأقول لكمتي فيها فأطلع القراء على مضمونها. وأنا أقوم بذلك بكل سرور، وأعد القارئ بالأمانة التامة، ولو أغضبت الصراحة فريقاً من المؤلفين علي، مع أن غضب الزملاء ليس بالأمر الذي يستهان به. وإذا شط بي القلم عن جادة الحق، فذلك عن قصر في النظر وضعف في الرأي، لا عن هوى في النفس وتحيز في القلب. وبعد هذه المقدمة أبدأ حديثي عن الكتب التي أمامي وهي واردة من أنحاء مختلفة.
(النجوى) رسالة وجهها فليكس أفندي فارس صاحب جريدة لسان الاتحاد إلى نساء سورية ويصح أن توجه إلى نساء الرق بل إلى نساء العالم بأجمعه. فالمرأة هي هي في كل مكان وزمان، وإن اختلفت في