للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فارقتنا في حينِ حا ... جتِنا ولم تتمهَّلِ

يا رامياً صدرَ الصع ... ابِ رماك رامي ألجدلِ

يا حافظاً غَيبَ الصدي ... قِ ويا كريمَ المِقوَلِ

أيُّ المحامِدِ غَضَّةً ... بحلاكَ لم تتجمَّلِ

تلهو لداتُكَ بالصِّبي ... لهواً وأنت بمعزلِ

تسعى وراَء الباقيا ... تِ الصالحاتِ وتغتلي

بين المحابرِ والدفا ... ترِ دائباً لا تأتلي

أدركتَ علم الاخري ... ن وحزْتَ فضلَ الأوَّلِ

أدنى مرامك همَّةٌ ... فوقَ السماكِ الأعزلِ

وأجلُّ قصدكِ أن ترى ... مصراً تسودُ وتعتلي

دَرَجَ الأحبَّة بعد ما ... تركوا الأسى والحزنَ لي

لم يحلُ لي من بعدهم ... عيشٌ ولم أتعلَّلِ

لي كلَّ عام وقفةٌ ... حرَّى على مترحِّلِ

أبكي بكاَء الثاكلا ... تِ وأصطلي ما أصطلي

لم يبقَ في يوم الفقي ... دِ عزيمةٌ لم تفللِ

يومٌ عبوسٌ قد مضى ... بفتىً أغرَّ محجَّلِ

من لم يشاهدْ هولَهُ ... عند القضاءِ المنزَلِ

لم يدرِ ما قَصْمُ الظهو ... رِ ولا انخذالُ المِفصلِ

يا قبرُ ويحك ما صنع ... تَ بوجهِهِ المتهلّلِ

عبَّسْتَ منهُ نضارةً ... كانتْ رياضَ المجتلي

وعبثتَ منهُ بطرَّةٍ ... سوداَء لمَّا تنصُلِ

يا قبرُ هل لَعِبَ البِلى ... بلطافِ تلك الأنمُلِ

لهفي عليها في الطرو ... س تسيلُ سيلَ الجدولِ

لهفي عليها في الجدا ... لِ تحلُّ عقدَ المشكل

لهفي عليها للرحا ... ءِ وللعُفاةِ السؤلِ

يا قبرُ ضيفُك بيننا ... قد كانَ خيرَ مؤمَّلِ

لم ينقبضْ كبراً بنا ... ديهِ ولم يتبذَّلِ

إني حللتُ رحابَهُ ... فنزلت أكرمَ منزلِ

ونهلتُ من أخلاقِهِ ... فوردتُ أعذبَ منهلِ

[فؤاد حافظ]

يا خَافِقاً قُلْ لي متَى تسكُنُ؟ ... للهِ! ما تُخفي ومَا تُعلِنُ

يا ليتَ شعري عنكَ في أضلُعِي ... ماذا تُقاسي أيُّها المُثْخَنُ؟

وما الذي أبقاهُ مِنْ مهجتي ... ومِنْ يأتي داؤكَ المُزمِنُ

يا ثَغرَهُ , من ذا الذي يحتسي ... بَردَ ثناياكَ ولا يُؤْمِنُ

يا قَدَّهُ , هذي قلوبُ الورى ... معروضةٌ , طوبى لمن تَطْعَنُ

يا لحظَهُ مُرْنا بما تَشتهي ... كلُّ مُحالٍ في الهوى مُمكنُ

[داود بك همون]

شاعر مقلّ , ولكنّ قليله رفعه إلى منزلة قصر عنها كثيرون من المكثرين ويمتاز نظمه بمتانة السبك وفخامته , وسمو المعني وجدته , ويدل دلالة واضحة على توقد ذهن وشدة عارضة وعزة نفس , أما نفَسه فجاهلي عصري معاً.

[الملك والشعب]

عَذيرِي مِن خُلُقٍ باسِلِِ ... أحدَّ وأَمضى منَ الذَّابِلِ

صَليبٍ على القسرِ , لا يلتوي ... إِذَا غَمزتْهُ يَدُ الناقِلِ

إِذا شاقَني الأمرُ صعبُ المنالِ ... مَضيتُ ولو أَنهُ قاتلي

وإِن حالَ مِن دونِه حائِلٌ ... مَشَتْ أخمَصايَ على الحائِلِ

حَديدُ قُوى النفسِ , ذو همَّةٍ ... تَضايَقُ في جَسَدِ ناحِلِ

وأَورَثَنيها فتىً أَمثلُ ... وأُورِثُها لفتىً ماثِلِ

بلوتُ الزّمانِ وأهلَ الزَّمانِ ... فَخُذ رأي مختَبِرٍ عاقِلِ

رأَيتُ الملوكَ إذا أُطلِقُوا ... أضرَّ منَ الجارِفِ الغائِلِ

نُفوسُ الرعايا , وأعراضُها ... وأرزاقُها , أَكلةُ الآكِلِ

وُعودُهمُ بَرقُها خُلَّبٌ ... وأقسامُهم ضحْكَةُ الهازلِ

ولو عَقلُوا قيَّدُوا نفسَهم ... ومَنْ لكَ بالمطلَقِ العاقِلِ

<<  <  ج: ص:  >  >>