للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رجل كحشمت باشا دلّت سوابق أياديهِ على اللغة العربية على أن يديه لا تنكمشان عن مساعدتها. ففي قليل من عناية أمراء هذه النهضة يُحقق الأمل ويتم الرجاء. وأول حلقة من حلقات هذا النهوض إنشاء ندوة للمشتغلين بالأدب يسنّ لها نظام يربط أبناءَه في مصر وسوريا والعراق حتى والمهاجر الأميركية. فتكون هذه الندوة أشبه شيءٍ بغرّة الفجر الآتي العربي , ونجمة هذه اللغة التي تهدي بنيها إلى أفضل السبل للنهوض العربية ففي تنظيمها وتسييرها في سبلها خير ضامن لها بالبقاء. فإلى العمل والنهوض أيها الأدباء

مصر

إبراهيم سليم نجار

[عهود الغادات]

صديقتي العزيزة أنيسة

إليك مني هذا النبأ الغريب. أنه لنبأ غريبو لأنهُ كان في اعتبارك واعتباري غير محتمل الوقوع. ولكن صدق القائل لا مستحيل على وجه الأرض. تودّين أن تعرفي هذا النبأ في الحال. ولكني أقول لكِ أحزريه. ربما تظنين أني صرت غنياً عظيماً كأني اكتشفت كنزاً , تحسبين أن الحكومة عينتني وزيراً , أو غير ذلك من الأمور الغريبة. ولكن أمثال هذه الأمور وإن تكن غير منتظرة أقرب في اعتبارك واعتباري مما سأقوله لكِ , لأنكِ لن تحزريه. وليس ذلك لأنهُ لا يحدث مثله كلَّ يوم وكلَّ ساعة بل لأنهُ كان عندنا غير محتمل الوقوع. أقول لكِ بلا تطويل في المقدّمات أن أمينة قاطعتني , وكنت أود أن أراكِ وأنتِ تترددين في تصديق هذا النبأِ , بل أن أرى دهشتك وقد تحققتِ صحته لأشاهد أبلغ حالة من حالات الانذهال والتعجب. ولكن لا صبر لي على كتمان هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>