السعادة والسلام - تكلمنا عن كتاب معنى الحياة في الجزء الرابع ص ١٧٣. وقلنا كلمتنا في مبادئ فلاسفة المؤلف ومتى عرفت أن لورد أفبري هو أيضاً واضع السعادة والسلام وأن معربه هو أيضاً وديع أفندي البستاني الذي ملك عنان اللغتين الإنكليزية والعربية، حتى بات يؤدي كل معاني اللغة الأولى في أجمل عبارة من اللغة الثانية، عرفت قدر الكتاب الذي نحن بصدده الآن. تطالع المئتين والخمسين صفحة التي يتألف منها الكتاب دون أن يستولي عليك شيء من الملل الذي يصاحب عادة مطالعة الكتب الفلسفية. وذلك لأن مؤلفه لم يطرق الفلسفة الناشفة والاستنتاجات المعلة، بل عمد إلى النفس البشرية وما حولها من مظاهر الطبيعة، فقابل بين مؤثرات هذه وانفعالات تلك، بأسلوب قريب لذيذ يرتاح إليه الفؤاد ويتغذى منه الجنان. ولما كانت السعادة والسلام أمنية الجميع فيجدر بالجميع أن يقبلوا على هذا المؤلف النفيس. أما التعريف فهو على جانب عظيم من البلاغة والطلاوة. وقد عمد المعرب إلى ما في الكتاب من المقاطع الشعرية فسكبها في قالب شعري جميل، فنجح في النظم نجاحه في الشعر. والكتاب مهدى إلى الناشئين المصرية والسورية ويجب على الناشئة العربية عموماً أن تستفيد منه، لأنها في طور حاجتها