لا نغالي إذا قلنا إن مصر لا تعرف من فصول السنة إلا اثنين الصيف والربيع، ويكاد فصل الشتاء وما يتخلله من الزوابع والأمطار يكون فيها اسماً لغير مسمى. على أن شوكة القيظ قد انكسرت الآن وبتنا على باب ما يعد في معظم الأمصار في فصل الأمطار. أضف إلى ذلك أن توسيع نطاق الري وزيادة المغروسات واختراق الأسلاك البرقية لجونا لمما أحدث بعض التغيير في تقلبات الطقس عندنا، فصارت السحب تجود علينا بمزنها أكثر من ذي قبل، فرأينا سماءنا في شهر واحد ممطرة أكثر من ثلاث مرات. فأحببنا أن نقول كلمة في المطر وماهيته ومصدره ومظاهره المختلفة:
الغيوم مصدر المدر - إن حرارة الشمس تعمل في البحار والبحيرات ومجاري المياه، فتحدث فيها ما نسميه بخاراً. تتبخر المياه فتتصاعد في الفضاء وتتركب منها تلك الغيوم التي نراها في كبد السماء.