فكأنَّ آخِرَ دَمعةٍ للكونِ قد ... مُزِجَتَ رآخرِ أدمعي لرِثائي
وكأنني آنستُ يَوميَ زائِلاً ... فرأيتُ في المرآةِ كيفَ مسائي
الإِنتقاد
بينَ نَقْدِ المؤلّفات هنا , ونقدِها هناك فرقَانِ: أحدُهُما يتعلّق بالنّاقِدِ والآخر يتعلّق بأثر النقد في الأذهان. أمّا الأوَّل فهو أن الناقد هناك ينتقد الكتاب من حيث ذاتهِ؛ فلو لم يكن للكتاب صَاحبٌ لا ينتقدَهُ , وهنا ينتقدهُ باعتبار شخص مؤلفِهِ. أي أنهُ ينتقِدُ الكتاب بل صَاحبَ الكتاب في كتابه. وأمّا الثاني , وهو أثرٌ طبيعي للأوَّل , فهو أنَّ للانتقاد هناك أثراً ظاهراً في الكتاب من حيث رواجه وكساده , وشهرتهِ وخمولِهِ. فكما يقول المنتقد يقول الناس بقولهِ. وهنا يمرُّ الانتقاد بالأذهان مرّاً فلا يبقى من آثارهِ فيها إلاّ أثرٌ واحد وهو أن الكتاب جليل القدر سني القيمة!!