باكون أشهر مشاهير فلاسفة الانكليز , كان له تأثير كبير في عصره , وهو يُعدُّ مؤسس الفلسفة الحديثة المبنية على الاختبار والاستقراء. وقد شاءَ صديقنا محمد لطفي جمعه الكاتب الألمعي والأصولي الضليع أن يتحف قرَّاء الزهور بمختارات من مقالات الفيلسوف. وإليك النبذة الأولى منها:
١ - أصحاب السلطة وأهل المكانة العالية:
وإنا أُناسٌ لا توسُّطَ بيننا ... لنا الصدر دون العالمين أوِ القبرُ
إن من ولي أمراً كبيراً يكون عبداً ذليلاً لثلاث: أمته وصنعته وسمعته. فيطيع وليَّ أمره طاعةً عمياء , ويردعه صيتهُ عما تميل إليهِ نفسهُ , وتستغرق أعماله كل أوقاتهِ. وأيُّ رجل يشتري بحريته قوةً , ويسعى لنيل الحول على غيره فيفقد سلطانه على نفسه؟ وإن أحد الناس يجهد نفسهُ لينال سمعةً. وما السمعة إلاَّ أم المتاعب؛ فقد يدفع حبُّها الرجل إلى اقتراف الذنوب , فيصل إلى المكانة السامية بعد أن ينال شرفه الأذى. والسبيل إلى العلى غير ميسر , والدرب إلى الصيت زلِق لا تؤمن عاقبة السير عليهِ. وإن تزلُّ قدمهُ فقد هوى , أو عاد ذليلاً محسوراً. وأذكر قول شيشرون إذا أفل نجمُ سعدك , ووضعك سواد حظك وأمسيت وضيعاً بعد أن كنت رفيعاً , فخليقٌ بك أن لا تعيش. وإذا شاءَ من حصل على السلطة والسطوة أن يتخلى عنهما لا يستطيع