هذا بعض الشيء عن شاعرية خليل مطران وعبقريته. وقد رأيتم أيها السادة الخطة الجديدة التي اختطها للشعر العربي - وهي خطة المستقبل. فحق لنا بعد ذلك أن تعده أستاذاً علّماً في هذا الفن. وحق لعصرنا أن يفاخر به وبأمثاله من شعرائنا النابغين أبهى عصور اللغة العربية. أجل يا سادة , جال الشعراء في عصر العباس جولة وصلوا بها حبل النسب بين العصرَين الزاهرَين , والعهدَين الناضرَين: عهد بها الرشيد والمأمون , وعهد عباسنا الميمون. فعقدت في هذا لشوقي في ذلك الألويةُ لابن الوليد وابن هانئ. وعقدت في هذا لشوقي وصبري وحافظ ومطران.
فوضع مولانا - حرسه الله - بيده الكريمة آية رضاه على صدر علَمها الخفاق فوق رأس فارسها السباق. كما يضع القائد شارة الفخر على لواء النصر - ولفرسان البيان أسوة بفرسان الميدان.
[اليمين]
إنما يحملُ الرَّجلَ على الحلف إحدى هذه الخِلال: إما مهانة يجدها في نفسه وضرَعٌ وحاجةٌ إلى تصديق الناس إيَّاه؛ وإما عيٌّ بالكلام حتى يجعل الإيمان لهُ حشواً ووصلاً؛ وإما تهمةٌ قد عرَفها من الناس لحديثهِ فهوَ يُنزل نفسهُ منزلةَ مَن لا يُقبَل منهُ قولٌ إلاَّ بعد جهد اليمين؛ وأما عبثٌ في القول , أو إرسال اللسان على غيرِ رويَّةٍ ولا تقدير.