ولكن إِن هيَ إلا نفثة مصدورها , لا يلبث بعد تفريجها أن يعود فيظهر مظهر الجلد:
شأني مكافحةُ الخطوب إذا دجا ... نقعُ الحوادثِ في الليالي السودِ
وفي شعر مطران قصائد كثيرة تتطلب درساً مستقلاًّ لما جاءَ فيها من المبادئ الاجتماعية يضطرنا ضيق المقام إلى التنويه بذكرها فقط مثل وفاء والعقاب وحكاية عاشقَين والجنين الشهيد والطفل الطاهر الخ. كل ما ذكرناه من المختارات بهي جميل - وهناك أيضاً غير ذلك محاسن عديدة. وبدائع شتى - وهي على ما رأيتم فيها من الجمال والسناء كالجواهر كانت أجمل وأسنى لو رأيتموها منظومة في عقدها لا منثورة مستقلة كما أوردتها. وقد عرف شاعرنا أن يستفيد من لغات الأجانب دون تقليد , وينهج نهج قدماء العرب دون تقييد؛ فاحترس بصبغة العرب في التعبير. وادخل أساليب الإفرنج في التأليف والتفكير. فكانت نتيجة ذلك أنه أرغم الشعر العربي على أداء الحاجات الجديدة دون أن يتخطى ما سنَّ له من القواعد القديمة. قلنا بلا تقييد ولا تقليد لأن خليلا نزوع إلى الحرية في كتاباته كما هو شغف بها في حياتهِ.