فتشت عنها فلم أجدها، وهي موجودة. ولا أزال أنشدها، فهل أجد تلك الضالة المنشودة؟
بين رفيقات طفولتي، وعشيرات شقيقتي بحثت، فلم أجد ضالتي!
جبت المدن والأقطار، وخبرت الناس ودرست الأميال والأخلاق وأنا أبحث عنها. طرقت الأندية والمجتمعات، وعاشرت المتمدنات المتعلمات باحثاً منقباً عمن أريد. فلم أجدها.
قصدت القرى والجبال. فاختلطت بالقرويات الساذجات، ودرست معيشة الفلاحين في مزارعهم، فتوهمت أني وجدتها، وإذا من توهمت أنها هي، هي غير من أطلب، فرجعت ولم أجدها.
درست تاريخ الأمم الغابرة والعصور السالفة، ونفضت غبار النسيان عن تلك الوجوه الماضية علّي أجد بينها تلك التي أرجو. فلم أجدها.
لكل شاعر عروس شعر يتغزل بحسنها، ولكل كاتب خريدة رواية يشدو بذكرها. فتشت بين العرائس والخرائد. فلم أجدها.
* * *
أسأل: أين هي؟ فلا أعلم. . . ومن هي؟ فلا أدري. . . وكيف هي؟ فلا أعرف. . . لساني قاصر عن وصفها، وقلمي عاجز عن تصويرها.
لا يعرفها غيري ليهديني إليها، أو يهديها إلي. لأني أنا أيضاً أجهلها وتكاد نفسي أيضاً تجهلها، فأفتش عنها ولا أجدها.