[الفكاهة في الشعر]
أسبوع فلورة أو تكريم الكلاب
لا أعني تكريم كلاب المجاز؛ فليس تكريمُ هذه الكلاب بالأمر الطارئ أو البدع الغريب؛ وما خلا زمانٌ ولا مكان من كلبٍ من كلاب الأنس علا بهِ الجدُّ إلى حيث باتت تتزلف إليهِ الأسود , وتمشي بين السباع. وإن المرءَ ليجد كيف سار إنساناً له خسةُ الكلب ونذالته , وليست له نظرته وأمانته. والناس تظلم الكلاب بحشره في زمرتها , ويرون نهاية الزراية وصفهُ بصفتها. وأن الكلبية لنبرأ براءة الإنسانية منهُ. . . ولكني عنيتُ الكلاب ذات الأذناب وقد وصفها العرب ورثوها ومدحوا خفتها وسرعتها , ولكنهم لم يسبقونا إلى الاختفاء بها , والاحتفال بولادتها وتسميتها , وأن حقّاً على الناس أن يمجدوا الأمانة حيث كانت وأين ظهرت , فهل نُلام إذا نحن مجدناها في مخلوق من مخلوقات الله؟؟
اجتمعنا في رهط من الأدباء ليلة من الليالي , وجعلنا مناسبة اجتماعنا مضيَّ أسبوع على ولادة كلبة لبعض أصدقائنا. فقلتُ أبارك للنفساء وأحيي المولود:
أعلني يا فلورة الأفراحا ... واملأي الأرض والسماَء نباحا
ما حبا الدهر بنتَ كلبٍ بأعلى ... من ذراريكِ عنصراً ولقاحا
ابشري دولةَ الكلاب بجروٍ ... سوف ينفي عن قومهِ الأتراحا
ما تقضّي الأسبوعُ إلاّ وأمسى ... يذرع الدار جيئة ورواحا
خلع الليلُ والنهار عليهِ ... فتوارى عن العيونِ ولاحا
حرَّك الدهرُ ذيلهُ حين وافى ... وعوى الكون بهجةً وانشراحا
سوف يغدو على الكلاب أميراً ... يُفزِع الأسدَ وثبةً وصياحا
بل سيمحو عن الفصيلة ضيماً ... بات عاراً لنسلها فضَّاحا
بل أراه يُقيم ما أعوجَّ منها ... من ذيولٍ فتستقيم صحاحا