[في رياض الشعر]
وعشنا على بؤسٍ
ليالي , أبلي من همومي وجدّدي ... لكِ الأمرُ , لا تَقوى على ردّه يَدِي
فما أرتجي والأربعون تصرَّمت ... ولا عيشَ إلاَّ ينتهي حيثُ يبتدي
سكتُّ سكوتاً لا يَربكِ امتدادُهُ ... فلا خاطري باقِ ولا الشعر مُسعدي
ولا فيَّ من روح الشبابِ بقيةٌ ... ولستُ بمشتاق ولستُ بموجدِ
حزنتُ على الماضي ضلالاً ومنْ يَعشْ ... كما عشتُ لم يحزنْ ولم يتجلَّدِ
وماليَ منهُ خاطرٌ غير أنني ... عدلتُ فلم أفتكْ ولم أتعبَّد
سقى الله داراتِ القرافةِ ديمةٍ ... ترفُّ على قوم هنالك هُجَّدِ
تعوَّدَ كلٌّ بؤسها ونعيمَها ... وعشنا على بؤسٍ ولم نتعوَّدِ
أحنُّ إلى تلك المراقدِ في الثرى ... ولو استطيعُ اليومَ لاخترتُ مرقدي
فأنزلتُ جسمي منزلاً لا يملّهُ ... يكونُ بعيداً عن أعادٍ وحُسَّدِ
وما يتمنّى الحرُّ في ظلّ عيشةٍ ... تمرُّ لأحزارٍ وتحلو لأعبُدِ
كأنَّ بها وقراً على كلّ كاهلٍ ... فمن يتكبَّدْ حمَلهُ يتكبدٍ
لقد أتعبني , والمتاعب جمةٌ ... مسيرةُ يومي بين أمسَي والغدِ
ألما يئنْ أن يستريح مجاهِدٌ ... ألما يئنْ أن يبلغَ المنهلَ الصَّدِي
تزهدتُ في وصل المعالي جميعها ... ومن يَطَّلبِها كاطلابيَ يزهدِ
وبتُّ تساوت في فوأدي مناهجٌ ... تُؤدّي لخفض أو تؤدي لسؤدُد