وإنيَ في بيتٍ صغيرٍ مهدَّمٍ ... كأنيَ في قصرٍ كبيرِ مشيَّدِ
عنا اللهُ عن قومٍ أتانيَ غَدْرُهم ... فربَّ مسيءِ لم يُسئ عن تعمُّدِ
وكم من نفوسٍ يستطيلُ ضلالُها ... ولكن متى ما تُبصرِ النورَ تهتدِ
فزعتُ من الآمالِ باليأس عائداً ... فإِن تَدْنني منها اللُباناتُ أبعدِ
فلا ترتعي مني بقلبٍ معذَّبٍ ... ولا تنجلي مني لطرفٍ مسهَّدِ
فيا ريحُ إن يعصفْ بيَ الشجو سكّني ... ويا غيثُ إن يُضرْمنيَ الوجدُ أخمد
ويا ساكناتِ الطير في دولة الدُّجى ... أرى , إن دعاكِ الصبحُ , أن لا تغّردي
لديَّ شكاياتٌ وأنتِ شجيَّةٌ ... فإِن تستطيبيها لشجوكِ أنشدي
ولا تحسَبي التقليدَ يذهبُ حسنَها ... فكم حسناتٍ قد أتت من مقلّدِ
تركتُ الغنى لا عاجزاً عن طلابهِ ... وأنزلْتُ نفسي من منازلِ محتدي
وهذي بحمدِ الله مني براَءةٌ ... فيا أفقُ سجّلها ويا أنجمُ اشهدي
وليّ الدين يكن
إلى الله
يا ربِّ أين تُرى تقامُ جهنَّمُ ... للظللين غداً وللأشرارِ
لم يُبقِ عفوُكَ في السماواتِ العلى ... والأرضِ شبراً خالياً للنار
يا ربّ أهلْني لفضلك واكفني ... شَطَطَ العقولِ وفتنةَ الأفكارِ
ومرِ الوجود يشفَّ عنك لكي أرى ... غضبَ اللطيف ورحمةَ الجبَّارِ
يا عالِمَ الأسرارِ حسبيَ محنةً ... علمي بأنك عالمُ الأسرارِ
أخلقْ برحمتك التي تسَعُ الورى ... ألاَّ تضيقَ بأعظمِ الأوزارِ
إسماعيل صبري