عند فجر اليوم التالي نهض شقيقهُ هرّي مبكراً , وهو يجهلُ ما حدث , وأطلَّ بمنظارهِ على البحر , فكان أوَّلُ ما وقعت عينهُ عليهِ جثةً منتفخة ضاق عنها قميصها فتمزَّق. فنادي شقيقهُ الطبيب , فأقبل يتبعهُ الأربعة , فما أبصروا الجثة تتقاذفها الأمواج , حتى صاح
الرجل من أعماق قلبهِ:
هذه زوجتي. .!
وصاح الأولاد:
هذه أمنا. . .!
وخنقتهم العبرات ثمَّ تراكضوا واخرجوا الجثة وقد اقتضى استخراجها من البحر استخدام أربعة من الرجال؛ فستروها ببعض الملابس وحملوها إلى المستشفى ومنهُ نقلت إلى المرقد الأخير. . .
هذه حكاية مسز آسين لوتي التي روت الصحف خبر انتحارها في هذا الصيف , وفي قصتها عبرة وعظة.
[الثعلب والعوسجة]
قيل أنَّ ثعلباً أراد مرَّةً أن يصعد حائطاً , فتعلّق بعوسجةٍ , فعقرت يده , فأقبل يلومها؛ فقالت له:
يا هذا لقد أخطأتَ حتى تعلقت بي , وأنا من عادتي أن أتعلق بكل شيء