وضع حضرة الدكتور سروبيان طبيب مستشفى لادي كرومر وملجأ الأطفال كتباً في علم الصحة وقدمها إلى نظارة المعارف العمومية لتعليمها في مدارسها , وقد تناول فيها ما ينبغي على الطلبة معرفته في هذا الفن فكتبه بعبارة واضحة وزين الكتب بالصور والرسوم. فجاء عمله متمماً وافياً بالغرض منه. وقد نقلنا من أحد الفصول الكلمة التالي , في وصف الممرضة. قال:
قد يُصابُ عزيزٌ لنا بمرض عُضال فيكون على المرأة وحدَها أن تمرَضهُ وتعتني بهِ. أوَ ليستَ الرشاقة والرقَّة والحنان من الصفات التي تغلب في النساءِ ويقتضيها فنُّ التمريض؟ غير أن هذه المزايا الجميلة لا تكفي وحدَها بل يجب أن تقترنَ بالخبرة والمعرفة , وترافقها على الخصوص زلاقةٌ في العمل والحديث. ولئن كن العطفُ شرطاً في معاملة المرضى , فإن اللطف من مستلزمات هذا الفنّ الدقيق.
لطفٌ في العمل , وعذوبة في اللسان؛ كلاهما لا غنِى عنهُ:
أيتها الممّرضة , ما للمريض غنِى عن عذوبتكِ. كلميهِ بوادعةٍ كما تكلّمين الطفل الصغير. وليكن ملءَ صوتك دِعةٌ ورزانةٌ , وعلى شفتَيكِ شبهُ ابتسام. ما للمريض غنى عن لطفكِ ورفقكِ. لِتَمَسَّهُ يدكِ مسّاً لا تقسُ عليهِ قساوة. لَمْسٌ دون لَهوجةٍ , ورشاقة دون تسرُّعٍ , ولطفٌ دون برودةٍ!!
لا تغضبي ولا تنفري. قد تسمعين منهُ سوءاً , وقد تُلاَقين فظاظةً؛ فلا تُسئِكِ إِساءتهُ , ولا تَرُعكِ فِظاظتهُ؛ وقد ينفرُ منكِ , ويتطلَّبُ بديلاً