وقيل لأعرابي: كيف تصنع بالبادية , إذا انتصف النهار , وانتعل كلُّ شيء ظلَّهُ؟ فقال: وهل العيش إلاَّ ذاك , يمشي أحدنا ميلاً , فيرفض عرقاً كأنهُ الجمان , ثمَّ ينصبُ عصاهُ ويلقي عليها كساهُ , وتقبل الرياحُ من كل جانب فكأنهُ في إيوان كسرى. وقيل لآخر: ما الغبطة؟ قال: الكفاية , ولزوم الأوطان , والجلوس مع الإخوان , وقيل: فما الذل؟ قال: التنقٌّل في البلدان , والتنحي عن الأوطان. وكان يُقال: الغريب عن وطنهِ ومحل رضاعهِ كالغرس الذي زايل أرضهُ , وفقد شربهُ , فهو ذاوٍ لا يُثمر , وذابل لا ينضر. . . والجالي عن مسقط رأسهِ كالعير الناشر عن موضعهِ الذي هو لكل سبعٍ فريسة , ولكل كلبٍ قنيصة , ولكل رامٍ رمية
وقال الشاعر:
نقّلْ فؤادك حيث شئتَ من الهوى ... ما الحبُّ إلاَّ للحبيبِ الأولِ
كم منزلٍ في الأرض يألفُهُ الفتى ... وحنينُهُ أبداً لأول منزلِ
عن الجاحظ
المتوفي سنة ٢٥٥هـ=٨٦٨م
[خواطر]
لكارمن سليفا ملكة رومانيا الحالية
سيمّون غالباً سليم الطويّة مَن ليس بذي عقل نبيه!
متى وُجد المر في حالة محزنة ومركز حرِج غلبت على لسانه الترَّهات. ألا ترى أن الكلب يعوي متى خاف
ذوو العقول يحجبهمٍ ذوو العظمة كما تُحجَب النجوم أمام الشمس!