(كان الأمير رودلف غوستاف ملك إحدى المقاطعات الألمانية قد تزوج في أثناء إحدى سياحاته بفرنسا فتاة فرنسوية وضيعة الأصل وكتم زواجه عن الناس ثم هجر زوجته وعاد إلى ألمانيا. وبعد زمن بلغه أن امرأته قد رزقت منه ابنة هي طريدة شريدة في أزقة باريس. فعاد إلى فرنسا وأخذ يبحث عنها إلى أن وجدها بعد عناء كبير ورجع بها إلى ألمانيا. وكان كل من يرها يقف حائراً مبهوتاً لجمالها الساحر فلم يمر على قدومها بضعة أيام حتى كان جمالها الرائع حديث القوم وموضوع تغزل الشعراء. ولم تكن محاسن آدابها تقل عن محاسن جمالها فقد كانت على جانب عظيم من الشمم وعزة النفس. واتفق أنها رأت ابن عمها البرنس هنري أولدنزال فأحبته وأحبها حباً مبرحاً. ولكن تاريخها الماضي كان في نظرها لطخة سوداء فلم تشأ أن تصم بها حياة ابن عمها. ففضلت الترهب حباً به. وهكذا فعلت على رغم إلحاح أهلها وجميع أهل البلاط. وماتت في دير جيرولستين شبعانة من متاعب الحياة وآلام التذكارات. وقد كتبت الرسالة الآتية إلى حبيبها عند أوائل دخولها إلى ذلك الدير).
أيها الحبيب
أمامي رسالتك الأخيرة، كلما قرأتها شعرت بشوق إليك وحنين إلى مخاطبتك. أراك رازحاً تحت ثقل من اليأس فيزيد بي حزني وأتمنى لو أننا لم ير بعضنا بعضاً قط، إذ لولا الحب ما كنت حزيناً منكسر القلب.