ضموا إلى شفاهكم الأقلام وإلى قلوبكم الطروس! دعوها تنطق يأساً باسم قلعة بعلبك، ثم حطموها وإن كانت غالية، ومزقوها وإن كانت شطراً من الأرواح!
الزمان يتابع سيره ويل التربة تدوسها قدمه! هناك تتراكم الزلازل وتفيض البحار، هناك يشعر الإنسان بأنه عبد لحظات الأقدار، وأن عينيه لا ترفان من الكون غير سواد الليل واسوداد النهار. . .
مي
[رسائل غرام]
بين نساء شهيرات ورجال عظام
الرسالة الخامسة
من دورثي أوسبرن إلى السر وليم تمبل
(السر وليم تمبل من أشهر رجال السياسة الإنجليز نبغ في أواخر القرن السابع عشر وتقلب في عدة مناصب سامية. وكان في صباه قد علق بحب فتاة تدعى دورثي أوسبرن وهي من أسرة شريفة. وبعد أن قاسى الحبيبان الشدائد من أهلها تزوجا واعتزل السر وليم إلى موضع يعرف بحدائق شين ومور بضواحي لندن حيث قضى بقية حياته مع زوجته. وقد طبعت رسائلهما منذ ثماني سنوات في إنكلترا فكان لها وقع عظيم. والرسالة الآتية مأخوذة منها).
في رسالتك الأخيرة عبارة أضحكتني وأدهشتني معاً. قلت إنك لم تكتب إلي في الأسبوع الفائت لأنه لم يكن لديك أخبار تستحق الاهتمام.