لما احتلَّ الإيطاليون جزيرة رودس منذ بضعة أشهر أسروا وإليها صبحي بك , وظل عندهم معتقلاً مدة من الزمن , حتى واقتنا الصحف في الشهر الغابر بخبر الإفراج عنه. وذلك أن الإيطاليين أطلقوا سراحه ليعود إلى الاستنانة فيفاوض حكومته العثمانية بأمر تبادل الأسرى الذين وقعوا في أدي كلتا الدولتين المتحاربتين. وأعطت حكومة رومة صبحي بك مهلة شهر ليقوم بهذه المهمة , فإذا لم تفضِ المفاوضة إلى نتيجة ترضي الفريقين عاد إلى الأسر. قرأنا هذا الخبر في جرائدنا اليومية فذكّرنا حادثة من هذا القبيل جرت منذ اثنين وعشرين قرناً تقريباً في حرب التحمت مواقعها , كحرب اليوم , على سواحل أفريقيا , وكان بطلها , القائد الروماني ماركوس انيليوس ريجلوس وهو أحد أبناء رومة