للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما بالُ العاذلِ يَفتحُ لي ... بابَ السُلوانِ وأُوصدُهُ

ويقولُ تكادُ تجنُّ بهِ ... فأقولُ وأُوشِكُ أعبدُهُ. . .

مولايَ , ورُوحي في يَدِهِ ... قد ضَيَّعها سَلِمَتْ يَدُهُ

ناقوسُ القلبِ يَدقُّ لهُ ... وحَنايا الأضلعِ مَعبدُهُ

حُسَّادي فيهِ أعذرُهم ... وأحَقُّ بعذريَ حُسَّدُهُ

قَسماً بثنايا لؤلؤها ... قَسمَ الياقوتَ مُنضِّدُهُ

ورضابٍ يُوعَدُ كوثرَهُ ... مقتولُ العشقِ ومشهدُهُ

وبخالٍ كادَ يُحَجُّ لهُ ... لو كانَ يثقبَّلُ أسودُهُ

وقَوامٍ يروي الغصن ُلهُ ... نَسباً والرمحُ يُفنِّدُهُ

وبخصرٍ أوهنَ من جَلَدِي ... وعَوادي الهجرِ تبدّدُهُ

ما خنتُ هواكَ ولا خَطَرت ... سلوىً بالقلبِ تُبرِّدُهُ

[أبيات صبري باشا]

أقريبٌ مِن دَنِفٍ غدُهُ ... فاللّيلُ تَمرَّدَ أسودُهُ

والتفّتْ تحتَ عجاجَتِهِ ... بيضٌ في الحيِّ تُؤَيَدُهُ

حَرْبٌ عندي لمُسعِّرِها ... شَوقٌ ما زلتُ أُردِّدُهُ

هل من راقٍ لصريعِ هوىً؟ ... هل من آسٍ يَتعهَّدُهُ؟

حتى مَ يُساوِرُهُ كَمدٌ ... يُبلي الأَحشاَء تجدُّدُهُ

وإلى مَ يُصارِعهُ ألمٌ ... إِن همَّ يَقومُ ويُقعدُهُ

في القصرِ غَزالٌ تُكبرهُ ... غِزلانُ الرَّملِ وتَحسدُهُ

صِفَرِت كفّي منهُ ومَضى ... وقَدِ امتلأَت منّي يَدُهُ

كم صُغت التبرَ لهُ شَرَكاً ... وقَضيتُ اللَّيلَ أُنضِّدُهُ

وأُشاوِرُ شوقي بل أدبي ... هل أقصرُ أم أتصيّدُهُ؟

مولايَ , أُعيذُكَ من ضَرَمٍ ... لا يَرحمُ قلباً مُوقِدُهُ

أدركْ بحياتِكَ مِن رَمَقي ... ما باتَ هواكَ يُهدّدُهُ

قد بان الحُبُّ لذي عَيَنَ ... ينِ وهذا الشَّوقُ يؤكِّدُهُ

شوقي جَوِّدْ في الشعرِ وقُلْ ... آمنتُ بأنَّكَ أوحدُهُ

[أبيات ولي الدين بك يكن]

الحسنُ مكانُكِ معبدُهُ ... واللَّحظُ فؤاديَ مَغمدُهُ

يا سيَّدتي , هذا حُرٌّ ... لم يُعرَفْ قبلَكِ سيّدُهُ

اللّيلُ , وطيفُكِ يعرفهُ ... إِن كانَ فؤَادُكِ يجحدُهُ

كم يوحي طرفُكِ لي غَزلاً ... وأنا في شِعريَ أُنشدُهُ

وتُساجلُني الأطيارُ هوىً ... في الدَّوحِ أبيتُ أُردِّدُهُ

للّصبح سناؤُكِ أبيضُهُ ... للَّيل غَراميَ أسودُهُ

أحببتُ قلاكِ فمطلقُهُ ... عندي عَذبٌ ومُقيّدُهُ

إِن ضلَّ حنانكِ عن قلبي ... فأن بولوعيَ أرشدُهُ

قد بات دلالكِ يَخذلهُ ... وجمالَكِ كانَ يؤيّدُهُ

زِيدي تيهاً أزدَدْ كَلَفاً ... كَلفي إِن رَثَّ أجدّدُهُ

شوقي إن بنتِ يضاعِفهُ ... صبري إن جرتِ يؤكدُهُ

خِلاَّنِ هُما شمسا فَلَكٍ ... طَرفي مع طرفِكِ يرصدهُ

فَصِلي باللهِ ولو حُلُماً ... مضناكِ جَفاهُ مرقدُهُ

وعِديهِ اليومَ ولو كَذِباً ... الصبُّ يماطِلُه غَدُهُ

[أبيات الأمير نسيب أرسلان]

مَضناكَ عصاهُ تجلُّدُهُ ... هل أنتَ بعطفِك مُنجدُهُ؟

منهوك الجسمِ بهِ كعَدٌ ... أحناءُ الأَضلعِ موقدهُ

ترجيعُ الوُرقِ يُهيّجهُ ... ووميضُ البرقِ يسهّدُهُ

ولهُ نفَسٌ , لو ما خفَفت ... أحشاهُ , لعزَّ تردُّدُهُ

إِن تَهجرْهُ فعزاَءك في ... دنِفٍ يتهامَسُ عُوَّدُهُ

لا يسري طيفُكَ في غَلَسٍ ... قد زوّرَ نورَك فرقدُهُ

ما حالُ فؤاديَ في شغَفي ... يستبكي الصخرَ تَوجُّدُهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>