أتيتِ نقيةً , وتذهبين نقية , كتقطرة الطَلّ على ورقةٍ من الورد , تلمعُ بكرةً , ولا تلبث أن تُستطار بخارأً. بين نوحات الثاكلات , وترجيع الحمائم بالأسحار , وبكاءِ السماءِ , وابتسام الأرض تضادٌّ يغيظ الموجَع. لا أشكو بثي فيكِ؛ ولكني استبقيه لأعتصرَ منهُ ذوبَ الشجون , ولأخاطبَ بهِ نفسي ناصحاً كلما غلبت عليها غفلات هذه الدار , وكادت تكون لها فتنة. لا أستطيع دفعاً لشيء يسوقهُ المقدور , ولكني وفيٌّ أضمن لكِ ألاَّ يلتام جرح يومك هذا. تزولين أنتِ وتبقى ذكراكِ. كذاك الحياة , تزول الهيولى وتبقى الصوَر. . .
ولي الدين يكن
[الأغاني في الحروب]
ذهب فريق من العلماءِ على أنَّ منشأ اللغات الغناءُ. لأن الغناءَ في عرفهم هو صورة الخيال الواقعة تحت الحس , أو استفاضة مما في النفس عند امتلائها. وفي تاريخ الأقدمين أن امفيون باني أسوار طيبة كان يدفع العمال إلى العمل بجد ونشاط بالغناءِ والأناشيد , ألا تراهم في مصر يفعلون ذلك حتى الآن؟ وفي أساطير اليونان أن الشعب انتصر في معركة سلامين بأغاني سولون , فنجي البلاد بعد سقوطها. وفي التوراة أن الإسرائيليين كانوا إذا خرجوا لحربٍ يسير مغنوهم أمامهم. وفي التاريخ لحديث أن الفرنساويين لما سمعوا أنشودة المرسيلييز سنة ١٧٩٢ , وقد