الحمد لله! زال الخطر، وانقشعت غياهب الهلع، وتنفس سكان الأرض تنفس المتعوب بعد الفرج. وعاد الناس إلى مألوف أعمالهم على سطح الكرة الأرضية بعد أن وقفت حركتهم في انتظار ذك القادم المجهول. وإذا لم يكن بد من الكلام بصراحة فأقول إنني لم أكلف نفسي كتابة حرف واحد حتى ولا التفكير في موضوع حديثي الشهري مع القراء. بقيت هكذا - بلا خوف ولا وجل، ولكن بلا نشاط في العمل - حتى مر علينا المذنب مر الكرام فلم يلحق بنا ضرراً. . . هل اشمأز مما لاقاه في أرضنا فلم يشأن أن يلامسنا؟ أم هو أخذته عوامل الوجد فقبل الأرض خلسة تحت جنح الدجى وهرب غير آمل أن يفوز منها بالوصال؟ لا أدري والذي أدري أنه حمل حقيبته، ولف ذنبه وغادرنا لسفر بعيد. . . ولما أمنا وقفنا نودعه على الأفق هازئين ساخرين مرددين قول الشاعر العربي:
وخوفوا الناس من دهياء مظلمة ... إذا بدا الكوكب الغربي ذو الذنب
تخرصاً وأحاديثاً ملفقةً ... ليست بنبع إذا عدت ولا غرب
حادثة صغيرة قبل ختام قصة المذنب: منذ أسبوع أيقظني عند الفجر صراخ في بيت جاري. وسمعت الجدال الآتي بين الزوجين: