ولست بنحوي يلوك لسنانه ... ولكن سليقيٌّ يقول فيعرب
* * *
في مكتبة الزهور شيء يسير من شعر هذا الشاعر المطبوع وإنما هو قليل من كثير لأن رشيداً محب للشعر جواد القريحة غير أنه قليل الاكتراث لبنات أفكاره وعدوٌّ للشهرة والظهور. يقول الشعر ليلذ نفسه ويطرب فؤاده فإذا ما اكتفى لذة وطرباً رمى بأوراقه في أدراج مكتبته فليس تنفتح عليها تلك الأدراج ولو ثقبناها بمسمار.
ولقد تسنى لنا أن نفوز ببعض تلك اللآلئ المكنوزة فرأينا أن ننشرها تباعاً تاركين للقراء أن يقدروا قيمتها الغالية ويعرفوا مكانتها من الأدب.
قلت أولاً إن الشاعر الذي أوحت إليه سماء لبنان، وألهمته الطبيعة الباهرة الجمال في تلك
الربوع والأصقاع، مطالب بكثير، ومسؤول عن أدبٍ وفرٍ وبيان ساحر يكونان بمقدار ما استنزل مما حواليه من الوحي والإلهام. إذن فإن رشيداً سيكون ولا ريب حبيباً إلى قراء الزهور ولعله لا تشغله وظيفته السامية في حكومة جبل لبنان عن إتحافنا على التمادي بزهراته الطيبة؟
أمين
[أنت]
ملك أنت يا مادحة السرير ومنهنهة الصغير، ومعنى حيوة هذا الوجود أنت.
أنت آنست وحشة الجد الأول حيث كان، وحبك كان حماطة قلب