فقالت: يا أبنت الأو سيد مضياع للحرة فما عست أن تلين بعد آبائها وتضع تحت جناحه إذا تابعها بعلها فأشرت، وخانها أهلها فأمنت فساء عند ذلك حالها وقبح دلالها، فإن جاءت بولد أحمقت، وإن أنجبت فعن خطأ ما أنجبت فاطو ذكر هذا عني ولا تسمه علي بعد. وأما الآخر فبعل الفتاة الخريدة الحرة العفيفة، وإني للتي لا أريب له عشيرة فتعيره ولا تصيره بذعر فتضيره. وإن لأخلاق مثل هذا لموافقة، فزوجنيه - فزوجها من أبي سفيان فولدت له معاوية وقبله يزيد. وقد قال سهيل في ذلك شعراً. فبلغ أبا سفيان فقال: والله لو أعلم شيئاً يرضي سهيلاً سوى طلاق هند لفعلته. وتزوج سهيل بن عمرو بعد ذلك امرأة فولدت له ولداً. فبينا هو سائر معه إذ نظر رجلاً يركب ناقة ويقود شاة. فقال لأبيه: يا أبت هذه ابنة هذه (يريد الشاة ابنة الناقة) فقال أبوه: يرحم الله هنداً - يعني ما كان من فراستها فيه.
[الحقائق عندهم]
أوهام عندنا
إن القلب الذي لا يشعر بتألم الغير، لقلب قُدَّ من جلمد الصخر، لا يرى السعادة قط، والإنسان الذي لا يتألم لتألم أخيه الإنسان، لهو في شعوره وأمياله أقرب إلى الجماد منه إلى الحيوان.
روح الإنسان جزء من روح الله فكل من لا يعني بترقية هذا الجزء يصبح مسؤولاً أمام الله والإنسانية. . .