وعليها رسم أوروبا مع شارة كل دولة من الدول بألوان زاهية. وهي على نوعين: نوع بعشرة غروش ونوع بستة وهي والمفكرة تطلبان من مكتبة المعارف بأول شارع الفجالة لصاحبها نجيب أفندي متري.
[أزهار وأشواك]
أماني وتمنيات العيد
قابلته صباح العيد، وكان قد مر علي أربع سنوات دون أن أراه. وقعت عيني عليه فلم أكد أعرفه. رأيت بدل ذاك القوام الرشيق والقد النحيل والوجه الأصفر جسماً ممتلئاً صحة وعافية ومحيا يكاد الدم ينفر منه. صافحته طويلاً وقلت: وما الذي اعتراك يا صاح؟ فأجاب وعلى ثغره ابتسامة السرور: هي الأزمة يا أخي لم تبق ولم تذر - والعشرون ألف جنيه ريع أطيانك وأموالك؟ - ذهبت غير مأسوف عليها. . . قال هذا وقد تحولت ابتسامته إلى قهقهة عالية. فبقيت حائراً فيما أرى وأسمع وتمتمت: أتمنى لك في رأس السنة الصحة والسلامة ورجوع الثروة. . . فقاطعني قائلاً: حسبي القسم الأول من هذه التمنيات. فإننا دائماً في حاجة إلى الصحة، أما الثروة فأنا بغنى عنها، وقد رضيت بالسعادة بديلاً. . . اسمع لي، يذهب ما بك من العجب. كنت غنياً كما تعرف ولم أك سعيداً وأنا الآن قد جمعت بين الفقر والهناء. كنت وامرأتي نسكن قصراً شاهقاً يملأه الخدم والحشم، وتخطر المركبات في باحته، فكنت أقضي ليلي