للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي يضرع كل عدو إلى أمانه , ويخرُّ كل قلم ساجداً يطلب المغفرة من لسانه. إلى صفات أخرى من أمثال هذه لا يكون الغرور بدونها غروراً , ولا تكون هي في أحد إلا بخذلان من الله. فما أشأم حرفة الأدب على أهلها وعلى الناس من أهلها. . . على أنه من خير إلا وفيه جهة من الخير تحيله كله خيراً؛ فالأمور بأسبابها , والآداب بأخلاق أربابها , وقلما نبغ أديب إلا كان إنساناً فوق الإنسان , وإذا اعتبرتَ أخلاقه لا تراه إلاَّ أقرب إلى الملَك أو أقرب إلى الشيطان.

[كيف نقيس الزمان]

الزمان! ما هو الزمان؟

يمرُّ بنا ونمرُّ به , يُحيينا ونحييه , يلاشينا ونلاشيه , ولا نعرف ماهية كيانه. ويعبر جسر الحياة تاركاً بين جوانب الأحياء جروحاً , ناثراً على سواد الشَعر بياض القِدَم , طابعاً على الجباه الوضّاحة تجعدات المجاهدة والملل , دون أن نحاول إرهابه أو الاقتصاص منه: الشيخوخة قبلةُ الزمان للبشر. لكن ما هي الشيخوخة , وما هو الإرهاب , وماذا يعني العقاب؟

والزمان. . . ما هو الزمان؟

أراد لبنتز تحديده فقال فيه أنه تتابع الأشياء المتواردة. وسواءٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>