فهلا تنظر حكوماتنا الشرقية، وهلا يرى قادة الأفكار منا الحاجة إلى ترقية حال عمالنا والسهر على مصالحهم، والذود عن حقوقهم فلا يبقوا في أيد أصحاب العمل آلة مسيرة، حتى إذا ما أدت الخدمة المطلوبة أو تعطل سيرها طرحت خارجاً.
وسنأتي في العدد القادم على بعض ما يتعلق بالاعتصابات.
[كيف ترتقي]
اللغة العربية
نشرنا في الجزء السابق ص ٣٤٣ القسم الأول من مقالة حضرة صاحب الإمضاء وفيه لمحة عن حالة الآداب العربية في أيام الجاهلية وعلى عصر الخلفاء. وهذا هو القسم الثاني وفيه بحث عن الوسائل الواجب اتخاذها لترقية هذه اللغة:
إن ارتقاء آداب اللغة العربية يجب أن يتم بسلم ذات ثماني درجات، لا غنى للواحدة عن الأخرى فيها ولا يمكن الوصل إلى قمة نجاحها بغيرها وهي: الدولة والأمة والمدارس والصحافة والتأليف والمجتمعات العلمية والمكاتب. وإليك الكلام على كل منها باختصار.
١ - الدولة - لا خفاء أن اللغة ترتقي بارتقاء الدولة فهي التي تذود عن حوضها وتحمي ذمارها. ومن يجهل نهضة العباسيين في الشرق، والأمويين في الأندلس، والفاطميين في القاهرة، والأيوبيين في بلاد العرب. بل من يجهل نهضة الغربيين بحكوماتهم، وتعزيزهم للغاتهم