من التخاذل. وهذا الاعتصاب المتكرر في فرنسا وإنكلترا وألمانيا والولايات المتحدة قد سبب هذه السنة من الأضرار ما لا يقدر.
على أن هذه الحركة لم تبد إلا في تلك الدول التي تعد في طليعة الأمم الراقية، حيث تنبه الشعب وأدرك ما له من الحقوق - وإن نسي أحياناً ما عليه من الواجبات. ولما كانت الحكومة صورة الشعب رأينا تلك الحكومات - وإن هالها هياج العمال - تسعى إلى تحسين حالهم وصيانة مصالحهم وصد أصحاب رؤوس المال عن اهتضام حقوقهم. فلئن تعدى العمال أحياناً حدودهم مدفوعين بيد تعمل في الخفاء، فإن طول الحيف الذي كثيراً ما يلحق
بهم يشفع لهم ويجعلهم دائماً جديرين بكل اهتمام.
ولذلك رأينا مجلس نواب ألمانيا يقرر المباشرة حالاً بكثير من الأشغال العمومية المنوي إنشاؤها في المستقبل، وذلك لتشغيل الذين لا يجدون شغلاً.
وسمعنا مناقشات مجلس العموم في إنكلترا تتناول أمر العملة ومسألة إعالتهم في شيخوختهم ووفاتهم.
وقرأنا منشورات الرئيس روزفلت المنددة بالشركات والنقابات المدافعة عن حقوق العمال والفعلة المهضومة. فقامت لها أمريكا وقعدت.
وشاهدنا حكومة فرنسا لدى تشكيلها وزارتها الأخيرة قد أوجدت نظارة خاصة دعتها نظارة العمل للنظر في شؤون العمال والذود عن مرافقهم ومصالحهم والسعي في ترقية أحوالهم المتوقف عليها رقي البلاد. .
لعمري إننا سائرون حسب سنة الارتقاء إلى زمن - عساه أن يكون قريباً - تصبح فيه نظارات العمل أرفع شأناً وأكثر خطارة من نظارات