الإنسان بطبيعته ميال إلى الزهو , توّاق بفطرته إلى التفوّق على أبناء جلدتهِ , شغفٌ بكل ما يميزه على الغير. تلك غريزة ملاصقة للنفس البشرية كيفما تكيفت وحيثما وُجدت. ولذلك ترى منح الرتب والنياشين من العادات القديمة المنتشرة بين جميع الأمم والشعوب , أيّاً كان شكل حكومتها ولطالما استخدمها الرؤساء والحكام لاستمالة أصحاب النفوذ من المرؤوسين والمحكومين , لأنهُ إذا كان للرعية ألف وسيلة تتزلف بها إلى عاهلها , فللعاهل فيما تجود به يده من نعم الألقاب والأوسمة أحسن ذريعة للتزلف بدوره إلى تلك الرعية. ولإِن روى لنا التاريخ حادثة ذلك الكونت الذي مننه ملكه بقوله من جعلك كونتاً؟ فأجابهُ , ويده على قائم سيفه أنت. ولكنني صيّرتك ملكاً فلكم روى لنا عن استكانة أصحاب الألقاب إلى الذل والخنوع لما نحيهم ذلك اللقب الذي يخوّلهم حق التشامخ على من كان عطلا منه. ولإِن كان قانون الولايات