أكتب لأتغزل بل لأنتقد ولكني استفدت من القاعدة المطردة. انتقدت الأزياء فقام الشعراء في العدد الماضي يؤيدون انتقادي، وها أن الحيوانات نفسها تعطيني حجة جديدة هذه المرة ادمغ بها بنات حواء. وكم لنا من عظة على ألسنة الحيوانات. فلتسمع سيدتي الرواية الآتية وإذا شكت في صحتها أعود فأعين لها الزمان والمكان والأشخاص:
سيدة من كرائم السيدات كانت في مركبة جميلة يجرها جوادان من الخيول الكريمة. وكان على رأس السيدة قبعة من تلك القبعات الطويلة العريضة خضراء اللون وقد زانتها كل أنواع الزهور والرياحين. وكان على جانب الطريق حمار ينظر إلى المارين والمارات نظرة الفيلسوف - وكم في نظر الحمير من البلاغة! - فلما وقع نظره على المركبة ومن فيها نهق نهيق الفرح، وضرب الأرض بقوائمه الأربع وأخذ يعدوا بسرعة حتى وصل إلى العربة وانتشل القبعة عن رأس صاحبتنا بما فيها من الدبابيس والشعر المستعار ظناً منه أن هناك. . . ربطة برسيم!. . .
مغزاه: ادع ذلك لربات المودة. . . .
حاصد
[بين هنا وهناك]
حل مصر ضيفاً كريماً في الشهر الماضي حضرة الشاعر العصري شبلي بك ملاط مؤسس جريدة (الوطن) البيروتية رباشكاتب القلم العربي في متصرفية جبل لبنان. وحضرته من الكتاب المعروفين والشعراء الذين يشار إليهم بالبنان في بر الشام. وقد اجتمعنا به مراراً عديدة في حلقة من الأدباء وسمعنا شيئاً كثيراً من شعره الرقيق سنتحف به القراء من حين إلى حين. ولما كان شعراؤنا في هذه