نشر مسيو ارثور ماير مدير جريدة الغولوى الفرنسوية كتاباً بعنوان الذي رأيتهُ بعيني فلما بلغ إلى وصف الجرائد قال عن جريدة الماتن: يصحّ القول في جريدة الماتان أنها الجريدة العصرية الراقية. فهي إذا قالت أقول كلّ شيء جاز لها هذا الإدعاء , فإن لها أسلاكاً تلغرافية خصوصية تربطها , وهي في باريس , بلندن ونيويرك وبرلين؛ ولها مراسلون في كل مكان. وهي متحدة بجريدة التيمس الانكليزية المشهورة فتنقل أخبارها الخاصة في كل صباح. أما صبغتها السياسية فجمهورية بحتة ولكنها لا ترفض نشر أفكار وآراء رجال السياسية على تباين أغراضهم وسياساتهم. فهي والحالة هذه أنموذج الجرائد الحرة ذات المقام السامي في عالم الأعمال والأشغال من كل نوع , وهي أشبه بمنبر عال مباح لكل خطيب من كل مبدأ ومن كل غاية ولست أظن أنهُ توجد بين الصحف صحيفة أكثر منها إقداماً وشجاعة. وتشغل إدارتها بنايات كل واحدة منها كبيرة على حدة. وتبلغ المساحة التي أقيمت فيها هذه الإدارة ثلاثة آلاف وأربعمائة متر مربع. أما عمالها المأجورون فيعدون تسعمائة عامل , عدا المراسلين. وفيها ست ماكنات أميركية كبرى تطبع في الساعة الواحدة مئة ألف عدد ولها مستودع كهربائي خصوصي يغنيها من المستودع العمومي ولاسيما أبان الاعتصابات. وفيها معمل لحفر الصوَر فهي تكتب وتطبع وتنشر لنفسها بنفسها ةلا تشتري من المعامل إلاَّ الورق والحبر. أما إيرادها اليومي فيبلغ ثمانين ألف فرنك ولكنها تنفق على الورق يومياً عشرة آلاف فرنك. وقد كان مجموع ما أنفقتهُ على أخبارها التلغرافية الخارجية في سنة ١٩٠٩ نصف مليون فرنك وأما دائرة تحريرها فمؤلفة من مئة كاتب ينقسمون تحت إدارة رئيس التحرير إلى ثلاث فئات فئة المخبرين المحليين وفئة المخبرين الأجانب.