يسبح به حتى أبلغه الشاطئ فسقطا جميعاً فتولى الناس أمرهما حتى أفاقا فمشى الغريق إلى صاحبه يتمسح به ويتوجع له كأنما يشكر له يده عنده ويعتذر له عن ذنبه إليه، ثم انفض الجميع وبقي الرجل وحده فلبس ثيابه ومشى يتحامل على نفسه إلى شجرات كن على الشاطئ، فأخذ يقتطف بعض زهورها ويضعها في منطقته كأنما يريد أن يجعلها لتلك الحادثة تذكاراً فتركناه على حاله وعدنا إلى المنزل صامتين وقد فاتنا ما كنا عزمنا عليه من زيارتك في قريتك.
لا أستطيع أن أكتب إليك اليوم يا ماجدولين شيئاً غير هذا فلقد أصبحت لا أذكر تلك الحادثة إلا واجد لذكراها من الأثر في نفسي ما يخيل لي أنها حاضرة بين يدي وربما كتبت إليك فيما بعد والسلام -