للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يسبح به حتى أبلغه الشاطئ فسقطا جميعاً فتولى الناس أمرهما حتى أفاقا فمشى الغريق إلى صاحبه يتمسح به ويتوجع له كأنما يشكر له يده عنده ويعتذر له عن ذنبه إليه، ثم انفض الجميع وبقي الرجل وحده فلبس ثيابه ومشى يتحامل على نفسه إلى شجرات كن على الشاطئ، فأخذ يقتطف بعض زهورها ويضعها في منطقته كأنما يريد أن يجعلها لتلك الحادثة تذكاراً فتركناه على حاله وعدنا إلى المنزل صامتين وقد فاتنا ما كنا عزمنا عليه من زيارتك في قريتك.

لا أستطيع أن أكتب إليك اليوم يا ماجدولين شيئاً غير هذا فلقد أصبحت لا أذكر تلك الحادثة إلا واجد لذكراها من الأثر في نفسي ما يخيل لي أنها حاضرة بين يدي وربما كتبت إليك فيما بعد والسلام -

سوزان

مصطفى لطفي المنفلوطي

[بينهما]

قالت لقد أشمت بي عذلي ... إذ بحث بالسر لهم معلنا

أهكذا يحكم شرع الهوى ... أن تطلع الأعدا على سرنا؟

قلت أنا؟ قالت نعم أنت هو ... قلت أنا؟ قالت وإلا أنا؟

قلت نعم! أنت التي صيرت ... جفونها جسمي حليف الضنى

قالت فلم طرفك فهو الذي ... جنى على قلبك ما قد جنى

قلت لقد كان الذي كان من ... طرفي فكوني مثل من أحسنا

قالت وما الإحسان؟ قلت اللقا ... قالت لقانا؟ عز أن يمكنا

قلت فمنيني بتقبيلة ... قالت أمنيك بطول العنا

قلت أموت حسرةً أو جوى ... قالت فمت ذاك لقلبي منى

من يعشق الأعين محكولةً ... بالسحر لا يأمن أن يفتنا

<<  <  ج: ص:  >  >>