وعدنا عند إنشاء هذه المجلة أن نجعلها رابطة تعارف بين أدباء الأقطار العربية وبينا فائدة ذلك في حينه. فإن الأدباء في مصر والشام يعرفون شيئاً عن بعضهم بعض ولكنهم يكادون يجهلون كل شيء عن زملائهم في العراق وسائر بلاد العرب. ونحن نزف إلى القراء اليوم هذه المقالة الشائقة التي أتحفنا بها أديب من أدباء بغداد الذين يشار إليهم بالبنان وفيها الفوائد الجمة عن النهضة الأدبية في هاتيك الأنحاء.
وسيوافينا مراسلونا العديدون في كل بلاد عربية بكل ما تهم معرفته في هذا الشأن:
كل من يطالع تاريخ اللغة العربية يتحقق أمراً وهو أن هذه اللغة لم تبلغ أوجها إلا في عصر العباسيين السعيد، ثم أخذت بعد ذلك بالانحطاط والهوي شيئاً فشيئاً عند تقلص ظل هذا الدولة الجليلة حتى أفضت إلى درك ليس وراءه درك. فأخذت حينئذ بالخمود أو الجمود. ثم انتقلت إلى التقهقر.
فالعراق كان من أجل البلاد العربية التي نمت فيها اللغة الفصيحة وسارت فيها سيراً حثيثاً. وفي دياره برز أولئك العلماء النوابغ أي الكوفيون والبصريون. وفي هذين المصرين قام أكتب الكتاب وأشعر الشعراء وأبلغ