[وصف دمشق]
جاء ذكر الشيخ النابلسي ص ٢٨٠ وهذه أبيات مختارة من قصيدته في وصف الشام:
إن سامك الخطب المهول فاقلقا ... فأنزل بأرض الشام وأسكن جلقا
بلد سمت بين البلاد محاسناً ... ونمت بهاء واستزادت رونقا
إن تعشقوا وطناً فذي أولى بكم ... دون البلاد بأن تحب وتعشقا
خير الأناس أناسها يرعون أنواع الوداد ويحفظون الموثقا
طابت هواء للنفوس وماؤها ... عذب زلال سائغ لمن استقى
يا حسن واديها وطيب شميعه ... قد فاح عرف الزهر فيه وعبقا
وتراسلت أطياره بين الربى ... سحرً فهيجت الفؤاد الشيقا
كيف اتجهت يخر نحوك ماؤه ... وإليك يركع كل غصن أورقا
وتلاعبت فرسانها وتراكضت ... ما بينها تعلو الجياد السبقا
ضحكت أزاهرها على أغصانها ... فأتى النسيم يميلهن وصفقا
سقيت دمشق الشام صوب غمامة ... أشقى على غيطانها فتدفقا
كم نزهة للعين فيها قد زهت ... وسرت على طرف الهموم فأطرقا
لم ترض عيني غيرها من منظر ... ولذا ترى قلبي بها متعلقا
هي منشأي لا حاجر وطويلع ... ومحل أنسي لا الغوير ولا النقا
وطني وأول ما وطئت بها الثرى ... لا زال عيشي عن حماها مطلقا
لذ يا فؤاد بما بها من معشر ... إن سامك الخطب المهول فأقلقا
الشيخ عبد الغني النابلسي