للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣٦٧ هجري (٩٧٧م) فقال إنها غير طائلة ولا حسنة العمار وشمس الدين المقدسي نحو سنة ٣٧٥ هجري (٦٨٥م) فذكر منها، سعتها ومناعتها وما فيها من خزائن السلطان وابن الطيب السرخسي في رحلته سنة ٢٧١ هجري (٨٨٤م) فذكر سورها وبئرها التي ينزل إليها في ١٣٠ مرقاة ودير النصارى فيها وابن بطلان البغدادي في سفرته سنة ٤٤٠ هجري (١٠٤٨م) فذكر منها مسجدها وكنيستها إلى غير هؤلاء ممن أجمعوا فيها على ما قاله الرحالة ابن جبير والمسفار ابن بطوطة من امتناعها وارتفاعها ومطاولتها الأيام والأعوام، وقد قال فيها الخالدي شاعر سيف الدولة:

وخرقاء قد قامت على من يرومها ... بمرقبها العالي وجانبها الصعب

يجر عليها الجو جيب غمامة ... ويلبسها عقداً بأنجمه الشهب

إذا ما سرى برق بدت من خلاله ... كما لاحت العذراء من خلل السحب

فكم من جنود قد أماتت بغصة ... وذي سطوات قد أبانت على عقب

روى بيشوف الجرماني في تاريخه عن أحد حاخامي اليهود قال: إنه رأى في القلعة كتابة عبرية مفادها (أنا يواب بن سرويا أخذت هذه القلعة). . . ويواب هذا تولى قيادة جيوش داود في سنة ١٠٥٥ ق. م فإذا صحت هذه الرواية كانت هذه الكتابة أكثر قدمية من سائر كتابات القلعة، ورجحت ما قاله المحققون من أنها من بنايات الحثيين. وأما الكتابات الباقية فهي عربية لا تتعدى القرن السبع للهجرة.

وقد كان يتولى حراسة القلعة نفر من الشعب ويعرفون حتى الآن ببيت القلعجي إلى أن انقرضت وجاقات الإنجكارية وانتظمت أحوال العسكرية، فتولت المحافظة عليها إلى أن عاد أمرها في هذه السنة إلى رجال الملكية. وقد تعاقبت عليها الرجوف والزلازل مرات عديدة يطول إيرادها وآخرها في سنة ١٨٢٢ وسنة ١٨٧٢، فتشعثت أسوارها وتهدمت أبراجها، وأصبحت أخربة دارسة وأطلالا بالية. وقد أهمل أمرها من عهد بعيد فعادت إلى ما تشاهد عليه الآن مما سبق وصفه في هذه المقالة فسبحان من بيده تصريف الأمور وإليه

المصير.

القس جرجس منش

<<  <  ج: ص:  >  >>