أصدر ولي الدين بك يكن الجزء الثاني من كتابه المعلوم والمجهول في نحو ١٦٠ صفحة مطبوعة طبعاً جميلاً في مطبعة المعارف المشهورة ومزينة بصور بعض الذين ورد ذكرهم في الكتاب، وبرسوم الأماكن التي عرفها المؤلف إبان وجوده في المنفى. ولو كان ولي الدين يكن من الأدباء الذين لا يكترث لهم، أو لو كان كتابه هذا من الكتب التي تهمل في زاويات المكاتب، لزدنا على ما قلناه الآن كلمة الثناء ثم وقفنا عند هذا الحد. ولكن الزهور لا تنظر إلى ما يهدى إليها من المبوعات نظرة التقريظ المبتذل فقط، ولا تكتفي بذكرها لمجرد الإعلان عنها ولاسيما متى كان الكتاب كتاب المعلوم والمجهول، والكتاب ولي الدين يكن.
طالعنا هذا الكتاب بما يستحقه من الإمعان والتدقيق فرأينا فيه أنموذجاً من السياسة العثمانية تجاه الأفراد العثمانيين في خلال ثلاثة وثلاثين عاماً من سلطنة السلطان عبد الحميد الثاني. بل هو تاريخ في شخص وليا لدين بك يكن لحياة الأحرار الذين اضطهدهم العهد العثماني الماضي. وفي رأينا لو أن كل واحد من أولئك الذين تمكن منهم عبد الحميد وحكومته، قرأ هذا الكتاب، لتوسم أنه يقرأ فيه تاريخ حياته الخاصة فما