للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حيث يلتقي برفقائه ليقضي معهم ما بقي له من الحياة التعيسة. فهذه نتيجة المقامرة وهذا هو الجنون بمعنى الكلمة.

وأما إذا ربح المقامر بعد توالي خسارته فقلما يحترس على ماله. فتسول له نفسه - والنفس أمارة بالسوء - بالتقدم خطوة ثانية إلى الأمام في الملذات والموبقات لصرف دريهماته المكتسبة عن غير طريق العمل والنشاط. فالمقامر والحالة هذه سواء كسب أو خسر فهو كمن يبحث عن حتفه بظلفه.

إن القمار أبيت اللعن مضيعة ... للمال والصيت وإلا رزاق والزمن

فإن رأيت فتى يلهو بمقمرةٍ ... هييء له أدوات الغسل والكفن

فو الله أنه يسوءنا كثيراً نحن معشر المصريين انتشار مثل هذه الآفات بمصرنا السعيدة وشقيقها السودان المصري. حيث إنها من دواعي التأخير وعثرة في سبيل الرقي والتقدم العصري.

عطبرة (السودان)

عبد المطلب لبيب

[بين القصور والأكواخ]

لمن القصور هنا؟ شامخة البنيان. تناطح الجوزاء في سماء الخيلاء؟ من الذي شيدها وبناها، وبزخرف الصنائغ حلاها وجلاها، فما الخورنق والسدير والإيوان، عند بداعة صنعها والاتقان.

ولمن هاتيك الأكواخ هناك؟ خاملة الشأن، تعانق العساليج في ربي الأكام وظليل الوديان! كأنَّ من أنشاها وكونّها، بزهور الفردوس

<<  <  ج: ص:  >  >>