نعت أنباء البرق في الشهر الفائت شيخاً جليلاً ورجلاً عظيماً كادت الأيام تنسج حوله عناكب النسيان، مع أنه جدير بأن يبقى حياً في القلوب والأذهان. وافاه أجله في إحدى قرى سويسرا في شيوخة صالحة بعيداً عن ضوضاء هذه الحياة بعد أن جاهد فيها جهاد الأبطال.
هنري دونان هو اسم رجل تجهله عامة الناس، مع أنه أهل لأن يكتب بماء الذهب في سجل المحسنين إلى الإنسانية. هو اسم رجل كبير النفس والقلب، سامي المرمى رفيع المبدأ. له على أبناء جنسه الأيادي البيضاء، فقد بذل في سبيلهم كل غالي ونفيس ليخفف عنهم وطأة البلاء والشقاء. كيف لا وهو مؤسس جمعية الصليب الأحمر ذات المواقف المعروفة في ساحات القتال ومساعدة المجروح على تضميد جرحه وتعزية نفسه.
ولد هنري دونان سنة ١٨٢٨ في جنفا من عائلة عرفت بالوجاهة