[في جنائن الغرب]
أنشودة روسية
من العادات المتبعة في روسيا أنه يحق للقيصر أن يطلق امرأته ويبعدها إلى أحد الأديرة إذا لم تضع له ولياً للعهد. وقد عثرنا على أنشودة يتغنى بها القرويون في روسيا تصف حالة القيصرة عند تركها القصر الإمبراطوري , فأحببنا أن نترجمها لقراء الزهور
كلٌّ حزينٌ في موسكو , لأنَّ القيصر غضب على القيصرة وأبعدها عن عينهِ أرسلها إلى هناك , إلى ما وراءَ جدران الدير.
وبينما كانتِ الأميرةُ تمرُّ بالقصر , أخذت تنوحُ وتبكي قائلةً:
أيها القصرُ الأبيض المفروش بالمخمل والحرير , أما من عودةٍ إليك؟
أما من عودةٍ إليك , فأروّحَ النفس بين جدرانك , وفي رياضك الغنّاء!
أما من عودةٍ إليك , فأرى سيدي القيصر , وأسمعَ كلامهُ العذب؟
كلٌّ حزينٌ في موسكو , لأن القيصر غضِب على القيصرة , وأبعدها عن عينيهِ خَرَجت القيصرة من القصر , وقفتْ في السلّم , فتنهدت وقالت للحرس بصوت متقطّع , والعَبَراتُ تخنقها:
أسرجوا الخيلَ للرحيل , فقد أزفت ساعةُ الفراق , سيروا رويداً , وأخرجوني على مهل من موسكو عسى سيدي أن يرقَّ , عساهُ أن يرثي لحالي
وكان جواب الحرَس عساهُ أن يرقّ , عساه أن يرثي لحالكِ!
لكنَّ قلبَ القيصرِ كجدران قصرهِ صَلْبٌ , لا يرقُّ ولا يلين
في الدير , تقرع الأجراس حزناً لاستقبال القيصرة الحزينة
كلٌّ في موسكو حزينٌ , لأن القيصر غضب على القيصرة وأبعدها عن عينيهِ!