أنِست بسمعي حنين دمع الفتاة؛ وكئِبتُ في نفسي لذرف دمع العذراء. ورشفت بيدي كأس دمع الفؤاد. فأحزنني الأول ساعةً ذكرتها العمر؛ وسهّدني الثاني ليلةً سقمت بعدها الشهر؛ وأسكرني الثالث مدةً آلمتني الدهر. ما هاجت أشجان الروح إلاَّ وسالت من الأنامل على الأوتار دموعاً؛ وما امتلأ إناءُ النفس إلاَّ وفاض من المقل على الخدود دموعاً. ما اشتدَّت
بنات الشهور , يحب لبها الألم , وتتمخض بها النفس , فتلدها الحسرة
فديتُ بنفسي عواطف تتحرَّك في الصدر فتئنُّ لها الجوامد. تذرفها الروح دموعاً من الأنامل فتكفكفها الملائكة بأنفاسها وتجففها بحفيف أجنحتها لتصعدها إلى العرش الأعلى كبخور العفاف أو كبخار ذبيحة الطهر
دموعٌ ليست عبرات فردي إلاَّ أبردها ناراً , وأخفها ألماً