النعَم على أدبائنا تتوالى تترى من حكومة أفندينا العباس. في العامين السابقين عيّن فريق منهم في نظارات الداخلية والمالية والمعارف والحقانية والأوقاف وسائر دواوين الحكومة؛ وقد قلتُ كلمتي بهذا الشأن في حينها. وجاء في هذا العام دور الرتب والنياشين فكانت فاتحتهُ رتبة حافظ , وقد تلاها الآن نيشان خليل مطران. والآني للآتي إن شاء الله. . . مثل هذه الرتب والأوسمة لا تحلّي مثل تلك الصدور وفيها من درر المعاني , وجواهر الأفكار ما يزري بقلائد النحور. بل هي تكتسب من الرونق والبهاء , ما لا يكون لها وهي على صدر الفضلاء والأدباء. فإن أوسمة الشرف على صدر من لا يستحقّها كالطغراء السلطانية على النقود الزائفة , أو كالتمثال البديع على قبر يضمُّ عظاماً نخرة. أما الوسام المجيدي وقد عُلّق على صدر الخليل فكأنهُ رُصع بأغلى الجواهر وأثمن الأحجار. فليهنأ النيشان باستوائهِ على صدر المطران.
تذكار الأدباء
إذا كنتُ قد ضفرت من أزهاري باقاتِ وأكاليل قدَّمتها إلى من بسم لهم ثغر التوفيق من أدبائنا. فقد حفظت من تلك الأزهار أبهجها وأنضرها لأنثرَها مُرطَّبة بدموع الذكرى على ضريح من اغتالهم غائلُ المنية ممن سالت أرواحهم الزكية من شق تلك القصبة. . . تُقام الحفلات تباعاً , شائقةً رائقة , لا كرام كبار أدبائنا وتهنئتهم بظهور فضلهم , ولنعم العمل عمل القائمين بهذه الأعياد الأدبية. على أن لأدبائنا الأموات كذلك حقّاً علينا يجب أن لا نتغاضى عنهُ. وهل إلى التغاضي من سبيل وقد كان لنا بمن فقدنا في هذا الصيف تذكير شديد: مات الشيخ أمين الحداد فذكّرنا فاجعة الأدب بأخيه النجيب فوجب على أدباء وادي النيل أن يخلّدوا ذكرى الأخوين الشاعرين. وحملت إلينا أنباء لبنان نعي الشيخ سعيد