إن للاجتماع أمراضاً كما للجسم الحيّ. وهي كأمراض الجسم الحيّ إما مستوطنة وتسمى جنايات وجرائم؛ وأما وافدة وتسمى قلاقل وثورات. وأسبابها كأسبابها أما متمة واصلة وهي في أحوال الأفراد الخاصة. وأما مُعدّة مهيئة وهي في نظامات الاجتماع نفسه كما هو الحال في الجسم الحي. فالجنايات كالأمراض نفسها لا تقع إلا إذا توفر لها هذان العاملان: أحوال خاصة في الأفراد , واستعدوا في جسم الاجتماع. وسياسة الاجتماع كطبابة الجسم الحي: رداعة توجَّه إلى الجاني كما يداوي الطب المريض؛ ومانعة أو واقية تمنع أسباب الجناية لوقاية المجتمع منها قبل وقوعها , كما يمنع الطبّ المرض بمقاومة أسبابه بعلم حفظ الصحة المعروف بعلم الهيجين. فسافة الاجتماع يقاومون الجنايات بالشرائع المسنونة , وهي كالطب الشافي للأمراض. ويحاولون بالنظامات الموضوعة وهي كالطب المنعي الواقي من الأمراض. وكما أن طبابة الأجسام الشافية والواقية