وكان أول أهل نجد ورؤسائهم: آل علي ثم انتقلت إلى طلاق فبندر فمحمد الرشيد فعبد العزيز ثم إلى ابنه متعب ثم إلى خال متعب سلطان ثم إلى سعود أخي سلطان ثم إلى سعود بن عبد العزيز خي متعب. ولهؤلاء في ذلك قصة تاريخية عجيبة طويلة لا يسع المقام ذكرها.
ولما دالت إمارة آل السعود وافق آخرها نمو إمارة محمد الرشيد فانتقلت أكثر الكتب إلى حائل. وأنت تعلم أن لا صناعة ولا تجارة لأهل حائل إلا الغزو لا غير. ومع ذلك فتراهم قد سبقوا غيرهم في العلوم العصرية وذلك لاختلاف كبرائهم إلى الأستانة ومصر والحجاز أيام السلطان عبد الحميد المخلوع فأصبح البعض منهم يعرف اللسان التركي والفارسي.
وترى في بلادهم اليوم الكتب العربية القديمة النادرة الثمينة التي لا ترى لها وجوداً في سائر البلاد العربية وأغلبها غير مطبوع. وتؤانس جماعة منهم تطالع الصحف السيارة والمجلات الموقوتة. وأهل هذه الديار متنورون أكثر من غيرهم من أهل تلك الأقطار في العلوم العصرية وأوسع اطلاعاً في الأمور السياسية. ولهم ميل شديد إلى الحكومة العثمانية، وهذا الميل أشد ظهوراً فيهم ممن سواهم. لكن الحكومة لا تزال في ريب من أمر العرب وإحجام عنهم. وعلى ما أرى: إنها تود أن تكون في