كتاب خالد - قرأت كتاب خالد من الفاتحة إلى الخاتمة. وكنت قد رأيتُ مؤلفه مرة في بيروت منذ ثلاث سنين في صيدلية صديقي الفاضل مراد أفندي بارودي. فلما قرأت في الكتاب وصف خالد نفسه أنهُ (حليق الشاربين , مسترسل شعر الرأس تمثلت أمام مخيلتي صورة المؤلف جليةً واضحة. والكتاب كغيره من نتائج الأفكار يجمع بين الحَسن وغير الحسن وذلك شأن كل مؤلَّفٍ على الإطلاق وقد أدهشني في هذا الكتاب ما يلوح للقارئ لأول وهلة من سعة اطلاع مؤلفه وتعمقهِ في معرفة اللغة الانكليزية وسهولة إنشائهِ وغزارة مادته. إلاَّ أنهُ قد تكلف استعمال الألفاظ الانكليزية النادرة فكأنهُ أراد أن يظهر مقدرته اللغوية ونبوغه في إدراك أسرار تلك اللغة الأجنبية والكتاب مقصود بهِ سرد سيرة خالد وما لقي في مسقط رأسه وفي بلاد الغربة من تقلبات الأيام فهو مكتوب للعامة وكان يستحب أن تكون ألفاظه سلسة كمعانيهِ لا أن يكون معجم كلمات غريبة. وقد حمل المؤلف في كتابهِ حملة شديدة على الجزويت والأتراك ولا يعنّ لنا هنا أن نخطّيءَ أو نصوّب عمله بالنسبة إلى هذين العنصرين ولكننا نقول إذا كان التقريع لا يجلب فائدة فما هو إلاَّ نفثة مصدور أو ثورة غيظ لا تروي غليلا ولا تشفي عليلاً. وأجدر بأرباب الأقلام أن يكونوا أوسع صدراً وأكثر حلماً فلا يدفعهم الغضب إلى شطة الأقلام أن يكونوا أوسع صدراً وأكثر حلماً فلا يدفعهم الغضب إلى شطة قلم تنكأ