قرأتُ في الجرائد أنّ فريقاً من أقارب غرقي الباخرة تيتانيك التي يذكر القراء خبر غرقها منذ مدة في لجج الأوقيانوس ينوون أن يقاضوا الشركة أمام المحاكم ويطالبوها بالتعويض المالي. ويبلغ مجموع ما يطلبون ثمانية ملايين ريال أو أكثر. وفي مقدمة المطالبين بالتعويض - بل المطالبات لأن الأكثر نساء - مسز هريس فإنها تطلب ٢٠٠ ألف جنيه مقابل غرق قرينها و ٥٥٠٠ جنيه قيمة الأمتعة التي فقدتها هي وفي جملتها عقد من اللؤلؤ ثمنه ألفا جنيه. ومنهنَّ مسز كاريزا تطالب بمبلغ ٣٥ ألف جنيه ثمن ما فقدت من الملابس والحلي: بينها ماسة قرنفلية اللون قيمتها أربعة ألاف جنيه , ودبابيس لبرنيطتها قيمتها مئة جنيه , وجونلاَّ بيضاء قيمتها ١٩ جنيهاً!! ومنهنَّ مسز ملْت تطالب بمبلغ ٢٠ ألف جنيه ثمن قرينها المفقود. ومسز فوتريل تطالب بمبلغ ٦٠ ألفاً ثمن قرينها أيضاً وبمبلغ ٢٠ ألفاً ثمن صورة بالزيت تمثّل جركسية في الحمام وبمبلغ ١١ ألف جنيه ثمن ١١٠ ألاف قدم من الرقوق التي تطبع الصور المتحركة عليها. ومنهنَّ الكونتس روذس تطالب بألفي جنيه مقابل أمتعتها الشخصية منها خاتم ماس ثمنه ٢٠٠ جنيه. وبين أصحاب القضايا رجل وامرأته يطالبان بمبلغ ٣٠ ألف جنيه عن ابن فقد هو وقرينته وأولاده كلهم. صدق والله الشاعر القائل:
بذا قضتِ الأيام ما بين أهلها ... مصائب قومٍ عند قومٍ فوائدُ