يرحّب بي صديق فحسبي بهجة العيد التي تنفذ إلى أعماق نفسي وطلعات الذين حولي السعيدة التي تُدخل فيَّ مجرى السعادة وتجعلني أشعر كأني بين أهلي وخلاَّني , لأنه حقيقةً كما يقال أن السعادة عاطفة قابلة الانعكاس كأشعة السماء , فكل محيا يطفح ابتساماً وكل طلعةٍ تفيض حباً وابتهاجاً هي كمرآةٍ تعكس إلى وجوه الآخرين أشعة السعادة وأضواء الهناء , ومن يحوّل وجهه عن الاشتراك بفرح المعيدين وينزوِ كالحاً في عزلته تستولِ عليهِ السوداء فيضطّر أن يطيب نفساً ويفرح مع المحتفلين ليتمَّ مهرجان العيد. كان أسلافنا في خالي الأحقاب يحتفلون بالعيد احتفالاً شائقاً , ويرصدون من معدات الطرب وصنوف الملاهي ما يضاعف دواعي السرور أما اليوم أعظم أبهة وفخامة , ولكنها أقلُّ مجلبة للسرور وأنقص مورداً للطرب لأن قانون الاجتماع يذهب برونقها وأصفاد العادات تغلُّ القلوب فلا تستطيع وثوباً من الفرح , ومع ذلك فعيد الميلاد في كل زمان ومكان لا يخلو من جاذبيةٍ وبهجة وحبور.
بدرى فركوح
[في حسناء اسمها وردة]
وردة الروضِ قد تعيشُ قليلاً ... ثمَّ تُبلى أوراقُها بالذُّبولِ
سنّةُ الله في الطبيعيةِ لكن ... وردةٌ أنتِ في جميع الفصولِ